ديسمبر 14 2020٬
هذا الشهر يمكنكم لقاء المخرج المصري والتعلّم منه عبر دورة سينمائية تخصصية.
استمتعوا بباقة من أعماله الكلاسيكية التي قام مهرجان البحر الأحمر السينمائي بترميمها.
في عام 1996 قام المخرج المصري خيري بشارة باعتزال الإخراج. بشارة آنذاك كان في قمة نجاحه، فقد أخرج اثنين من أنجح الأفلام في عام واحد، وكان المخرج الأعلى أجراً في مصر، وله في مسيرته الفنية أكثر من 30 فيلماً روائياً وتسجيلياً، والعديد من الجوائز. لكن كل ذلك لم يمنعه من اتخاذ هذا القرار – قرار الابتعاد عن العدسة والشهرة والأضواء، وعن فنٍ عشقه وأعاد رسم ملامحه لأكثر من عقدين من الزمن. لكن من يعرف بشارة يعرف بأنه متمرّد، وبأن هذا التمرّد هو سر نزاهته الإبداعية، وهو ما أبعده عن السينما ستة عشر عاماً.
خلال مسيرته الفنية، عُرف خيري بشارة بتمرده على المألوف، وكسر الحواجز، فكان في ثمانينات القرن الماضي رائداً لموجة سينما الواقعية الجديدة في مصر والعالم العربي، والتي أتت استجابة للصراع النفسي في الحياة اليومية، ونافذة لاكتشاف الأفكار المتعلقة بالهوية والثقافة والذات، ضمن قوالب مألوفة للإنسان البسيط. ثم تمرّد بشارة على نفسه، وعلى سينما الواقعية الجديدة التي كان هو رائدها وبطلها، مقدماً فصلاً سينمائياً جديداً، وعقداً جديداً عنوانه سينما الفنتازيا الشعبية التي انطلقت مع ”كابوريا“ (1990).
وحين قرر العودة إلى السينما، عاد مجرّباً في قالب روائي–تسجيلي مع ”موندوج“ (2012)، محتضناً، بل رائداً، لعصر السينما الرقمية. وكما عهدناه، بشارة لم يلتزم يوماً بسيناريو أي شخص آخر، كان مبتكراً لمدارس سينمائية، ثم المغيّر لها، في بحثه الأزلي عن الجديد والتجديد.
تعلّم من المعلّم
يستعرض خيري بشارة خبراته ورؤيته في دورة تخصصية متاحة لجيل جديد من المخرجين هنا في جدة. تتناول الدورة كيفية ”تجديد السينما قصةً وحبكةً وأداءً“.
بعد عرض النسخة التي قام المهرجان بترميمها لفيلم ”الطوق والإسورة“ (1986)، ينضم الناقد محمد سيد إلى المخرج في حوار ثري يديره أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
يلي ذلك فرصة لاكتشاف المزيد عن حياة ومسيرة خيري بشارة من خلال كتاب جديد يوثّق سيرته الطويلة والحافلة، بقلم الناقد السينمائي محمد السيد عبد الرحيم، يضم صوراً أرشيفية تنشر لأول مرة.
على الشاشة الكبيرة
أهدى خيري بشارة السينما العربية مجموعة من أهم وأروع الأفلام، تستضيفها الشاشة الكبيرة في السعودية لأول مرة، في نسخ تم ترميمها ليستمتع بها جمهور السينما هذا الشهر في جدة.
الفيلم الدرامي المثير ”الطوق والاسورة“ (1986) هو واحد من أهم الأعمال السينمائية في تاريخ السينما المصرية والعربية، يتميز بموضوعه ونظرته المجتمعية الثاقبة، وأسلوبه الشاعري.
”يوم مر… يوم حلو“ (1988) هو تحليل للمجتمع المصري في فترة الانفتاح، وكيف تغيّر المجتمع، ونتائج هذه التغيّرات، تلعب فيه سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة دور عائشة، أرملة ترك لها زوجها خمسة أبناء، والمواجهة مع زوج ابنتها الكبرى عرابي النجار الذي يلعب دوره محمد منير.
”آيس كريم في جليم“ (1992) هو فيلم عن حياة الشباب وبحثهم عن أنفسهم، هو فيلم عن الأمل في مواجهة التحديات. يلعب فيه المطرب المصري الشهير عمرو دياب دور سيف، بائع أفلام الفيديو الذي يتطلع إلى حياة أفضل، ويحاول إثبات موهبته في الغناء، لكنه يُطرد من عمله ويدخل في مغامرات تنتهي به إلى السجن. بعدها يتعرّف سيف على كاتب متمرد وملحن عجوز، ويشكلون فرقة غنائية، تجوب الشوارع وتلهم الأجيال.
يتناول فيلم ”أمريكا شيكا بيكا“ (1993) مشكلة الهجرة من أجل العمل، وتوابع سياسة الانفتاح بعد حرب أكتوبر، حيث تدور أحداثه عام 1973، ويروي قصة مجموعة من المصريين الذي يخططون للهجرة إلى الولايات المتحدة من العاصمة الرومانية التي تشكل محطة مؤقتة لهم، لكنهم سرعان ما يكتشفون بأنهم ضحايا عملية نصب، وبأن عليهم تجاوز خلافاتهم والتكاتف للمرور من هذه المحنة.
أما ”إشارة مرور“ (1995) فهو مغامرة إخراجية حيث تم تصويره بالكامل في شوارع القاهرة، خصوصاً شوارع وسط البلد الأكثر ازدحاماً، ويسلّط الضوء على المجتمع المصري في منتصف التسعينات، ويروي قصة شخصيات متوقفة عند إشارة مرور. هناك، تولد قصة حب، ويولد طفل، ويُشعل رجل بنفسه النار!ّ
”الطوق والاسورة“ (1986)
”يوم مر… يوم حلو“ (1988)
”آيس كريم في جليم“ (1992)
”أمريكا شيكا بيكا“ (1993)
”إشارة مرور“ (1995)