هذا الفيلم هوشهادة على المجتمع من المخرجة السعودية هيفاء المنصور (من أعمالها وجدة، ماري شيلي)، ترشح لجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي العريق. تدور الأحداث في إحدى البلدات السعودية، تواجه فيها الطبيبة الشابة مريم عقبات بيروقراطية فيما تحاول تحسين مستوى الحياة في عيادتها. بدل الاستسلام لمشاعر الإحباط، تقرر مريم الترشح لمنصب في المجلس البلدي وتحدي النظام القائم، وترفض التسليم بواقع الأمور على الرغم من تردد عائلتها ومجتمعها.  تعالج هيفاء الموضوع بوضوح وواقعية، وتقدّم شهادة سينمائية على المجتمع السعودي وما يمر به من تحوّلات، فنرى الطبيبة تقود سيارتها إلى العمل في ظروف مغايرة تماماً لبطلة فيلمها الأول "وجدة" (٢٠١٢) التي تحدّت مجتمعها آنذاك من أجل دراجة هوائية. المرشحة هنا لا تريد التوقف لمجرد أنها امرأة، وهي غير مهتمة بشؤون البيت والحديقة والأطفال كما تتوقع منها وسائل الإعلام. المرشحة هنا تريد العمل والتغيير، ابتداء من تمهيد الطريق لعيادتها!  هيفاء المنصور هي مثل بطلة فيلمها، مخرجة تعيش من أجل روح التحدي والمثابرة والعزيمة، وتحارب من أجل ما تؤمن به من قيم!