العمل مع القردة يتخذ معنى آخر هنا في نيودلهي. فهي حيوانات مقدسة، وبالتالي لا يمكن المساس بها، فتجدها تجول

وتصول في شوارع العاصمة حتى باتت جزءاً من صخب الحياة. لكن القردة أحياناً ما تكون مزعجة، أو حتى عنيفة،

والتعامل مع المشكلة يتطلب حلاً غير العنف. هنا يأتي دور البشر، فتراهم يصرخون بأصوات عالية (هي عنوان الفيلم)

هدفها إخافة القردة لتذهب بعيداً. أنجاني (شاردول بارادواج) هو أحد هؤلاء، مهاجر شاب يحصل على وظيفة وعليه أن

يؤدي عمله بأي شكل كان: القليل من الإبداع والتخطيط، وأساليب قد لا تخطر على بال، كله من أجل أن يحافظ على

عمله.

في فيلمه الطويل الأول، يمزج براتيك فاتس ببراعة بين الكوميديا الهزلية والنقد المجتمعي. أنجاني هو واحد من كثيرين

يعانون من التهميش، حيث نلتقي بأخته الحامل، وزوجها شرطي المرور الخائف من أهواء المسؤولين وانعدام الأمان

الوظيفي. يقدّم فاتس رؤيته بأسلوب أشبه بالأفلام الوثائقية، تتسلل إليها صور سريالية فجّة أحياناً، ليكشف النقاب عن نظام

اجتماعي، قد يُضحي بالإنسان من أجل قرد!