في عام ١٩٤٠ قام المستكشف والمصوّر والمخرج الفرنسي مارسيل إشاك بتتبع مسار الحجاج من شمال إفريقيا إلى مكة المكرمة. وبطلب من الحكومة الفرنسية، قام بتوثيق هذه الرحلة , ثم استعان بطاقم من المسلمين لتصويرها من الداخل. يمثّل العمل شهادة نادرة على رحلة الحج، بمشاعرها الجيّاشة وتحدياتها، متتبعاً رحلة الحجاج من بلدان مزقتها الحرب إلى قلب العالم الإسلامي، وهو أول تقرير شامل عن مسلمي شمال إفريقيا من الحجاج أثناء صراعات ١٩٣٩ و١٩٤٠. يركّز الفيلم على أشخاص حقيقيين، ويروي كافة مراحل الحج انطلاقاً من سفرهم من المغرب إلى تونس والجزائر وصولاً إلى السعودية، وعمليات الاستعداد الدقيق نفسياً ومادياً. استطاع مارسيل المغامر ومتسلق الجبال إحداث تغيير ثوري في السينما الوثائقية، فيما يقدّم هنا أبعاد المعاناة النفسية والجسدية لرحلة مضنية طويلة.