تقدّم سارة غافرون في هذا الفيلم الحالة كما هي بلا تجميل أو إضافات، وبكل ما تمليه من إلحاح وتأثير، عبر قصة فتاة مراهقة، تُنتزع حياتها من تحت قدميها، وتُقلب رأساً على عقب. 

تعيش شولة (باكي باكراي)، أو روكس كما يناديها أصدقاؤها، مع أخيها الصغير إيمانويل (دانجيلو أوسي كيسيدو) وأمهما في أحد شقق الإسكان الحكومي في لندن. وفيما تنشغل الأم بهموم الحياة ومشاكلها، تمضي روكس معظم وقتها مع أصدقاء المدرسة. تعود روكس إلى البيت لتكتشف بأن حياتها تغيّرت تماماً، فالأم الغائبة تركت البيت، وعليها الآن تحمل مسؤولية رعاية شقيقها الصغير. تعرض صديقتها المقربة سمية (كوثر علي) يد العون، لكن روكس لا تعرف كيفية قبول المساعدة، وتصطدم بصورة بيت بأب وأم، وقدرٍ من الراحة والاطمئنان. 

تستطيع سارة استغلال حالة الكآبة والأسى في رسم صورة لفتاة قوية قادرة على تحمّل الظروف. صورة متعاطفة نابضة بالمشاعر لطفلة متقّلبة، مندفعة، وحساسة، تواجه نقطة تحول قاسية، تقودها لتقدير أهمية الصداقة.